الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

أكياس نايلون!!

د.رياض خليل البرهاوي                                           د.أسامه محمد سعيد

كليه العلوم قسم/ علوم الحياة

كانت الأفكار الجميلة والشعور بالزهو سمة أساسية لحياتنا الجامعية وخصوصا عند تطرق أساتذتنا الأفاضل إلى كل ما هو غريب وجديد على عقولنا الفتية ! وأكثرنا جذب انتباهنا في حينها الاكتشافات الرائعة في الفيزياء والكيمياء وعلوم الأرض وعلوم الحياة وكان التركيز على كل ما هو جديد سمة أساسية لكل حقول المعرفة وكان أكثر ما يشد انتباهنا مادة البلاستك (النايلون) التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه باعتبارها المدة التي رافقت الإنسان في معظم نشاطاته اليومية كما دخلت في العديد من الصناعات الكهربائية والالكترونية بل لا نغالي إذا قلنا إن هذه المدة تعتبر الأكثر فاعلية في تقديم الخدمة للبشرية جمعاء في تاريخها الحديث فهي المادة التي حققت للإنسان أحلاما كان يصعب تحقيقها كما أنه جملت وسهلت حاضره وأعطت افقآ رحبا لتطوير المستقبل .وعلى الرغم من الدور الخطير الذي لعبته هذه المادة فأن الدول تتبارى في رفع الأذى الذي يمكن إن تحدثه بسبب الاستهلاك والتقادم والتلف وذلك اما بإتلافها كليا أو إعادة تصنيعها بما يتلاءم وصفاتها الجديدة وتفرض غرامات عالية على المصانع والمؤسسات والأفراد التي تساهم في تلوث البيئة بسبب بقايا هذه المواد. اعتقد بان هذه المقدمة ربما كانت مملة ولكنها قد تكون نافعة للتذكير ليس إلا . وينتابني الشعور بالألم وأنا أرى أكوام أكياس النايلون  في كل مكان من مدينتنا الجميلة وكأنها تتكاثر ذاتيا فلا يكاد منظفي البادية يرفعون أكواما هنا أو هناك إلا وترى في اليوم التالي ما يشبه عملية النشوء الذاتي لهذه المادة العينة ناهيك عن ما تحدثه من منظر مقزز لأقل نسمة هواء تهب في السماء.

البيت والحي والمدينة تعبر اصدق تعبير عن ساكنيها ولهذا السبب تتبارى الدن في العديد من دول العالم في التنظيف وغرس الأشجار والزهور في كل مكان.

النظافة مجرد عنصر واحد من أطياف عديدة يمكن إن نلتزم بها بصدق علنا نعطي للغير ملامح لأفق المستقبل الذي ننشده دون التشبث بهاجس التقدم والتطور دون الأخذ بأبسط مفرداته. 

ليست هناك تعليقات: