الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

الخميس، 9 أغسطس 2012

مسرح خيال الظل


قد يبدو الموضوع معروف لدى المجتمع ، ولكن هناك خفايا حول هذا الفن وددت ان القي الضوء عليها من خلال هذه المنشورة البسيطه ، واول شئ يجب ان نعرف ماذا نعني بمسرح خيال الظل ، فخيال الظل Ombres chinoises هو نوع من المسارح الشعبية، قوامه تحريك مجموعة من الدمى وراء ستارة رقيقة بعد إطفاء النور في قاعة العرض وتسليطه على الدمى بحيث تبدو ظلالها على الستارة المواجهة للمتفرجين. ويقوم بتوقيع إشاراتها وخطواتها، ونقلها من موقف إلى آخر، اختصاصي أو أكثر من غير أن يبدو له أثر على الستارة. وتكون حركاتها مطابقة لمضمون الحوار العامي المسموع، وموافقاً للألحان المرافقة له. وهي مصنوعة عادة من الورق المقوى أو الجلد المضغوط، ومن المعروف أن إقبال المتفرجين على خيال الظل كان كبيراً، وبقي في ازدياد إلى أن شاع المسرح والسينما، فتوقف النشاط فيه، وكان في الماضي وسيلة رائجة من وسائل التسلية، والترفيه عن النفس، فعُني به الناس والأدباء عناية خاصة ، وليس في التاريخ إشارة واضحة إلى مصدره الأول، لأن بعضهم يقول انه انتقل من تركيا إلى العرب فأوربا، ويذهب آخر إلى انطلاقه من الشرق الأقصى، ومن الصين بالذات، وانتقاله من خلال الأقوام الزاحفة غرباً، إلى الأتراك، ومن ثم إلى العالم العربي والغربي ، على كل حال سأتطرق الى بعض المعلومات التاريخية حول اصل مسرح خيال الظل ، فهناك من اشار الى نشوءه في الشرق الأقصى وبخاصة في الصين وجاوه منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت موضوعاته تدور حول محورين اثنين في المقام الأول: السحر وعبادة الأسلاف. ثم انتقل من الشرق الأقصى إلى البلدان العربية وشمال إفريقيا وتركيا، ومن ثم إلى اليونان حيث حظي برواج واسع. حتى إذا كان القرن الثامن عشر نقل الرحالون الأوروبيون العائدون من الشرق هذا المسرح البدائي إلى أوروبا الغربية حيث عرف باسم (الظلال الصينية) Ombres Chinoises .
ويقول المؤرّخون إنّ مسرح خيال الظلّ، المستعمل للترفيه والتربية، له تاريخ طويل. ويُرجِعون هذا التاريخ إلى ألفي سنة تقريباً، ويُرجِعُ بعضهم هذا التاريخ إلى القرن الرابع قبل الميلاد، إلى أيّام أفلاطون، حيث روى هذا الفيلسوف قصّة الكهف: تطواف من الظلال الّتي تتحرّك على جدار الكهف، ولهذه الظلال أشكال مصدرها أجسام حقيقيّة، تبدو في الظلال مثل الدُمى. لكنّنا لا نعرف هل اعتمد أفلاطون على مسرح ظلٍّ معروفٍ في أيّامه أم نسج قصّته من ملاحظته للضلال الّتي يصنعها النور الخلفيّ .وينضوي فن خيال الظل تحت منظومة فنون الفرجة والأداء المسرحي الشرقي القديم، والخيال لغة : ماتشبه للمرء في اليقظة والحلم من صور، واصطلاحا هو لون من الفن التمثيلي الشعبي، وهو فن مسرحي متكامل، إلى حد ما يقوم على إخراج قصة، ذات حبكة وشخصيات، فيقدمها بالتمثيل، من خلال الشخوص والحوار والفعل، بدلاً من سردها سرداً. وعودة الى تاريخ هذا الفن في بلادنا العربية فقد روي أن ابناً لأحد الطباخين في قصر المأمون قد أنذر الشاعر " دعبل الخزاعي " إن هو هجاه أن يخرجه في الخيال كما روي عن حضور صلاح الدين الأيوبي عرضاً لخيال الظل بمصر سنة 1171م ، ولكن مما لاشك فيه أن خيال الظل كان منتشراً في كل من العراق ومصر في القرن الثاني عشر على أقل تقدير، وهو القرن الذي ظهر فيه المخايل المعروف ابن دانيال الموصلي الكحال بوصفه رائداً لهذا الفن ، وابن دانيال ، وهو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن دانيال ، الخزاعي ، ولد عام 1238م في الموصل في العراق ، وتلقى علومه فيها، درس الطب ، ولكن اجتياح المغول للعراق سنة 656هـ دفعه إلى الهجرة ، فارتحل إلى مصر، وهو في التاسعة عشرة من عمره ، فتابع دراسته فيها ، ثم اتخذ لنفسه دكاناً في "باب الفتوح" بالقاهرة ، يكحل فيه الناس ، فعرف بالحكيم شمس الدين ، ثم مضى يعرض على الناس فصوله في خيال الظل ، فذاع صيته ، ويبدو أنه حقق نجاحاً ملحوظاً في عهد السلطان الظاهر بيبرس (1260- 1277م) ، وكان ابن دانيال ميالاً إلى اللهو والمجون ، وله شعر ظريف ، ولكنه تاب في آخر حياته ، ومال إلى التصوف ، قبل أن يتوفى ، سنة 1310م ، وترك ابن دانيال ثلاثة نصوص وهي : "طيف الخيال" و "عجيب وغريب" و "المتـيّم". ويبدو أنها لم تدون إلا بعد وفاته بما يزيد على قرن ونصف القرن

زيارة الى بلاد الخرسان - د. اسامة محمد سعيد النعيمي


زيارة الى بلاد الخرسان
لو عدنا الى كتب وقواميس اللغة العربية لنبحث عن معنى الخرس وتصاريفه لوجدنا كلمة اخرس تعني انعقد لسانه عن الكلام او لم يسمع له صوت وفي السياق اخرسه الله أي رماه بالخرس وكذلك يطلق على الارض التي لا تصلح للزراعة بالسياق اخرست الارض ، كذلك يطلق على الطعام التي تأكله المرأة النفساء بالخراس ، كما يطلق على السحابة التي ليس فيها رعد ولابرق بالخرساء ، وقد تأتي خرِسَ من باب طَرِبَ ،وقد سميت بلدان بُخرَسان والمنتسب اليها يسمى خرساني ، وقد لايكون للتسمية معنى الخرس لكل اهل خرسان .
على كل حال قبل ان نبحث عن الخرس في بلاد خرسان فلنجري جولة في لفظ الكلمة العربية الاصيلة التي كرمها الله بقوله تعالى (( انا انزلناه قرآناً عربياً )) .
فالنأخذ مثلاً كلمة " دجاجة " فسنرى اخواننا المصريين وبلاد الشام يطلقون عليها " دكاكه " بل يغيرون حرف الجيم في كل احاديثهم الى حرف الكاف المخففة ، اما اخواننا في الخليج وهم الاقرب لاصول اللغة العربية فقلبوها الى " دياية " فلا عجب ان سمعنا سكان الواقواق يلفضونها " دبابة " ، اما سكان الحدباء فاختزلوا الدال والالف وحولوها الى " جيجي " وجمعها " جيج " والله اعلم كيف طارت حروفها وهي لاتطير .
المهم ليس حرف الجيم وحده مقلوب وانما حرف القاف اذ يلفظه اخواننا العرب بالطريقة الخرساء ، فمثلاً " قام " يلفظونها " ئام " و " قوموا " يلفظونها " ئوموا " وعلى نفس الوتر يلفظون الكلمة اهلنا في الخليج بـ " كوموا " وكأن الامة العربية كان بينهم خرسان فاتبعناهم وتركنا الفصيح من اللغة ، ولاننسى دور الفضائيات وما تبثه من اغاني لاتُقَوم بها اللغة بالقصائد العربية الاصيلة وانما تُقَوم بقصائد غنائية مثل .... بحبك يحمار ..... وبوس الواوا .....، والله يكون في عوننا مع تدهور لغتنا العربية الجميلة .

د. اسامة محمد سعيد النعيمي